فهل ما يحدث سببه: الامتحانات حقا أم هي بريئة من ذلك؟
فقد تكون منا في عدم التعامل معها كما ينبغي؟
أو تكون من أبنائنا الذين يتأثرون بما يحيط بهم وفى داخلهم من مشكلات خفية؟
أو تكون من نظام التعليم والجو المدرسي والمعلمين؟
أو تكون وهما في خيالنا أو شبحا لا وجود له يرعب قلوبنا ويلخبط أحوالنا ويشتت أفكارنا؟
ورغم ذلك كله:
فالامتحانات على الأبواب,
ثم هي تجتاز الأبواب,
ثم نجد أنفسنا في الامتحانات,
هذا هو جو أسرنا في هذه الأيام,
فكيف نتعامل معها؟
وكيف نجتاز هذه الأيام بهدوء وصفاء وأمان؟
ماذا تريد الأسرة من الأبناء؟
بداية هل نريد تفوقا علميا لأبنائنا فقط؟
أم نريد لهم تفوقا إيمانيا وتربويا؟
هل مهمة الأسرة في نقل وغرس القيم التعليمية أم التدين والالتزام والثقافة الأسرية؟
وبالإجابة عن التساؤلين تطمئن الأسر, وتهدأ الأحوال,
لنتعامل برفق ونجاح,
نحن بالفعل نريد تفوقا إيمانيا وتربويا,
وليس معنى ذلك ألا نريد تفوقا علميا!
ولكن ما الأولوية التي توافق طبيعة الأسرة؟
إنها التربوية والإيمانية بالتأكيد,
والنتيجة: تتعامل الأسرة مع الواقع العلمي للأبناء بمستوياتهم المختلفة دون إجبار أو إكراه أو طلب المستحيل!
وقد أثبتت الدراسات أن قيم الأسرة التي تنقل للأبناء هي الأخلاق والتدين لأنهما يحتاجان إلى قدوة وملاصقة ورؤية ومعاشرة,
ولا يحقق ذلك إلا الأسرة,
ومهمة الوالدين في ذلك أساسية ودافعة وقوية وطبيعية
ويتلخص دورهما في مايلي :
1 – العلاقة السوية بين الزوجين, وأى خلاف عليهما تأجيله إلى ما بعد الامتحانات, و يعتبران هذه الأيام أيام إجازة.
رسالة من طالب :
(( كلما اقتربت اختباراتي تشب ُ مشاكل بين امي وابي مما يجعلني اضطرب
واتخوف جدا من ان يحدث الطلاق بينهم او تترك امي المنزل وابقى انا وحيدا بدونها ..
احاول ان اركز في اختباراتي لكن اصواتهم العالية تشعرني بخوف كبير ...
وحتى ان سكتت الاصوات افكر فيما سيحدث ان استمروا على هذا الحال متخاصمين
فاشرد عن الدراسة واعود من الاختبار شبه فاشل ))
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
2 – الترويح مهم جدا مع جدول المذاكرة المنظم
3 – مشروبات طبيعية مثل: العصير الذي ينشط الذهن
والابتعاد عن المنبهات مثل: الشاي والقهوة.
4 – تهيئة المكان من هدوء وإنارة والابتعاد عن كل ما يشتت عليه فكره ومذاكرته.
5 – تنظيم أوقات النوم يساعد على التركيز في المراجعة والمذاكرة بنشاط وهمة.
6 – الحالة النفسية البعيدة عن التوتر وذلك بالحب والعاطفة والتقدير.
7 – غرس الثقة في النفس وأنهم قادرون على الامتحانات واجتيازها بأمان وتفوق.
8 – قرب الأم الدائم يشعر الأولاد بالأمان ومعنى قرب الأم: الرعاية والعناية والتقدير بالحب والتشجيع والاهتمام.
من رسائل جوال زاد ( للشيخ المنجد حفظه الله):
إن سماع الأبناء والبنات لدعاء الوالدين بالتسديد والتيسير والنجاح من أعظم ما يحتاجونه الآن، وهو من أسباب توفيق الله لهم وإدخال الطمأنينة إلى نفوسهم وتحسين العلاقات معهم.
-الآباء المشفقون لا تلهيهم المخيمات والمباريات عن متابعة أولادهم وإعانتهم في أيام الاختبارات
-ليس الوقت الآن لتوبيخ الولد وتعنيفه على تقصيره ولكنه وقت تشجيعه وإعانته على استدراك ما يمكن استدراكه
من مساعدة الوالدين أبناءهم في الاختبارات إعلامهم أن مصلحةذلك لهم أولا،وتحميلهم المسئولية تجاه تصرفاتهم،مع غرس دوافع ذاتية للتفوق تناسب أعمارهم كحلاوةالنجاح ومرارةالفشل وأن النجاح طريق لتحقيق الأهداف السامية والطموحات العالية وعلى رأسها المساهمةفي بناء مجد الأمةالمسلوب
- مهما كان حرص الوالدين على أولادهم عند اقتراب الاختبارات ومهما أوصدوا الأبواب وأغلقوا منافذ اللهو فإن النتيجة لن تكون مرضية ما لم يكن هناك
شعور بالمسئولية من الأبناء أنفسهم.
ولهذا فإن غرس هذا المعنى فيهم بشتى الطرق الحانية أنفع لهم حالا ومستقبلا دينا ودنيا، وأولى من مجرد فرضالأحكام الصارمة وإعلان حالة الطوارئ ومنع التجوال ليلا!
- مسئولية أولياء الطلاب والطالبات في هذه الأيام عظيمة، فمع كثرة الغياب وانشغال الإدارة وطاقم التدريس بالإعداد للامتحانات يحدث انفلات من بعض الطلاب؛ وربما يقعمنهم مصائب في الدين لم تقع في الفصل الدراسي كله.
وعلاج ذلك بمزيد من التفرغ للأولاد ومتابعة عودتهم منالمدرسة والتوجيه والنصح عملا، بقوله تعالى:"قوا أنفسكم وأهليكم نارا"
- مع ضيق الوقت وصعوبة بعض المواد ربما تساهلت بعض الأسر في تمكين المدرس الخصوصي من تدريس فتياتهم، وفي ذلك كسر لحاجز الحياء لدى الفتاة، الذي هو عنوان نجاحها وجمالحياتها،مع ما قد يتضمنه من خلوة محرمة، ونظر محرم وفي الحديث(لا يخلون رجل بامرأةإلا كان ثالثهما الشيطان)[صحيح الترمذي]
وحفظ دينها وحيائها أولى وأهم من حفظ درجاتها
للأب :
إن ذهابك بأولادك إلى المدرسة وإعادتهم بنفسك في أيام الاختبارات يقيهم شرا كثيراوإن ما يحدث من السوء والفساد عند المدرسة وخارجها أمر خطيرللغاية.
وفي الحديث: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
احذروا لصوص الاختبارات:
-لصوص الأوقات: يضيعون الأوقات بدعوى المذاكرة الجماعية أو الاستجمام من الاختبار.
-لصوص الأخلاق: يأخذون الطالب بعد الاختبار لتعليمه عادات سيئة[تفحيط، تدخين، معاكسات،..]
-لصوص العقول: يروجون للحبوب المنشطة التي تتلف الأعصاب وتضعه على بداية طريق الإدمان.
-لصوص الآمال: يبثون عبارات التشاؤم ويثبطون عن التفوق.