معاناة طالب الثانوية وفق الاستفتاء توضح أن تخرجه من الثانوية لا يعني دخوله الجامعة فأمامه طريق طويل يبدأ بمجموع الدرجات، المعدل التحصيلي، المعدل التراكمي، اختبار القدرات، ثم اختبار القبول في الجامعة ولعل هناك أيضا اختبار القبول في الكلية، ثم بعد ذلك كله المقابلة الشخصية!
جميعها إجراءات يتوجب على خريج الثانوية العامة اجتيازها حتى يصبح طالبا جامعيا، وخطوات إن فلت من واحدة منها لن يفلت من الأخرى، حتى أصبحت هذه الإجراءات بمثابة عقبات يدرك التربويون في مدارسنا أنها أحد أسباب الإحباط والتسرب من التعليم العام، ولكن كل تلك الخطوات قد لا تمثل هاجسا لدى الطالب كهاجس اختبارات القدرات التي يتضاءل معها معدل الطالب التحصيلي أو التراكمي مهما كان مرتفعا وتنسف جهود دراسة ثلاث سنوات بحسابات المعدل التراكمي، أو جهد عام دراسي كامل بحسابات النسبة. وهناك تساؤل يردده الطلاب: ما الغرض من اختبار القدرات وهل هناك غرض يتم تحقيقه فعلا، أم أن المسألة لا تخرج عن كونها إجراء ات لإعاقة مسار الطالب؟
54 في المائة من الطلاب وصفوا اختبار القدرات بأنه عائق ويزيد من إحباط الطالب، في حين أشار 26 في المائة إلى أن الهدف من ورائه تحصيل الـ 100 ريال التي تؤخذ من الطالب، بدليل إعادة الاختبار أكثر من مرة وبرسوم جديدة.
وأشار 14 في المائة إلى أن المسألة لا تخرج عن تحصيل رسوم تؤخذ فقط،؟
وتساءل 2 في المائة عن كيفية اعتماد نسبة اختبار القدرات التي تجرى في ساعات محدودة وعلى ضوئها يتم تحديد مسار الكثيرين باتجاه الدراسة الجامعية التي يخططون لها ويرغبون التخصص فيها؟ فالطالب الحاصل في شهادته الثانوية على 99 في المائة وحصل على 54 في المائة في اختبار القدرات لن تشفع له درجات الثانوية العامة ولن يرى طريق الالتحاق بالجامعة.
وجاءت ردود 4 في المائة من الطلاب مغايرة تماما لكل تلك الشرائح وهم طلاب كما ذكر بعضهم سيتوجهون للدراسة في مجال الطب والهندسة، حيث قالوا إن الادعاء أن اختبارات القدرات بلا نتيجة أو أنها مجرد عائق أمام الطالب كلام غير واقعي، فاختبار القدرات يوضح للطالب قدراته و مهاراته الشخصية التي على ضوئها يحدد وجهته التي تتناسب مع تلك القدرات، ويختصر له الوقت والجهد في دراسته الجامعية ويضعه أمام الاختيار الأنسب له، وهي اختبارات علمية ودقيقة لا تنفذها المدارس ولا حتى الإرشاد الطلابي في مدارسنا.